غالبا ما يتم تجاهل أهمية التقييم المستقل من قبل المتخصصين، فإن معظم الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية لديهم فهم جيد للمنهج العلمي، والتفكير النقدي السليم لقياس مدى جودة أداء الرعاية الصحية للمرضى وما يجب القيام به لمساعدتهم. إن ما يتفق عليه أخصائيو الرعاية الصحية أيضا هو أن وقتهم يلتهمه الانهماك بمراجعة المخططات، وتقييمات المرضى وجها لوجه، والتوثيق، والتدريس، والاجتماعات الإدارية، والمؤتمرات وغيرها من الأنشطة المربوطة بالاعتناء بالمرضى. هذه الاعتبارات المعرفية تجعل من الصعب تحقيق الوقت الكافي لتقييم الأنظمة نفسها التي تُسيّر الرعاية الصحية. يشترك كل من الأطباء والممرضات في مراجعات الأداء المنهجي ومراجعات حالات المرضى / كالوفيات التي تنشأ منها فرصا للقيام بعمل أفضل. ولا شك أن تطوير هذه الثقافة في مجال العمل الصحي كفيلٌ بأن يتجه نحو السلامة الصحية، مما يساهم في تحسين النظام الفعلي.

ما تقدمه التقييمات المستقلة هو نهج جديد مبنى على الفضول وعدم الحكم على العمليات المختلفة التي أصبحت طبيعية في ثقافة المؤسسة. إنه ينشئ بيانات يمكن أن يتفق الأطباء والإداريون على حد سواء على فائدتها. إنها فرصة لمختلف أصحاب المصلحة في المستشفى لتطوير لغة مشتركة عندما يتعلق الأمر بكيفية رعاية مرضاهم على أفضل وجه مع إعطاء الأولوية لعافية المتخصصين في الرعاية الصحية في كل منعطف.

كما تمنح التقييمات المستقلة المنظمة الصحية فرصة لإظهار شفافيتها ومصداقيتها. إنها تسمح للحقائق أن تكون أساس التوصيات بدلا عن السياسات الداخلية داخل المنظمة. يسمح لأعضاء فريق الجودة بتقليل التحيز التأكيدي الذي يحدث غالبا عندما ننظر إلى الشيء نفسه لفترة طويلة. إنه يهيئ المحادثة التطويرية داخل المؤسسة والتي يمكنها إبراز المشكلات التي لم تتم مناقشتها من قبل.

توفر التقييمات المستقلة للموظفين في المؤسسات فرصة لمناقشة قضاياهم دون الكشف عن هويتهم مع طرف خارجي يمكنه تجميع البيانات واستخدامها لتقديم التوصيات. لذا باسم القيام بالأشياء علميا، امض قدما وتعاقد مع المستشار المستقل. ستكون فرصة رائعة لتحدي تصوراتك حول أداء المؤسسة وإنشاء تحسينات مستدامة تستند إلى التحقيق الصادق.